ارتفاعُ الأذان فوق المآذنْ. . . . . . في انبلاج الصباح والليل ساكنْ
دعوةٌ تحمل الحياة إلى الكون. . . . . . وسكانِه قرى ومدائنْ
ونداءٌ من السماء إلى الأرض. . . . . . إلى ظاهرٍ عليها وباطنْ
ولقاء بين الملائك والإيمان. . . . . . والمؤمنين من غير آذنْ
وانطلاق إلى الفلاح .. إلى الخير. . . . . . إلى الحق والهدى والمحاسنْ
كلما ردّدَ المؤذن لفظاً. . . . . . شعشع النور وانجلى كل غائنْ
نغماتٌ كأنها نسماتٌ. . . . . . رقْرَقتْها خمائل وجنائنْ
تتندّى بها النفوس وترتاحُ. . . . . . ارتياحَ الربا بقطر الهواتنْ
تمسح الأرض من غبار الملاهي. . . . . . ودخان الهوى ولهو المفاتنْ
كل حرف – من لفظه – كل معنى. . . . . . من معانيه يستثير الكوامنْ
رددته منابر وقباب. . . . . . تتعالى ورجّعتْها ملاسنْ
فأدِرْهُ يا رب ملء الأحاسيس. . . . . . وملء النهى وملء الشواجنْ
واملأ النفس من شذاه عبيراً. . . . . . واملأ الروح من صداه ملاحنْ
أذّن الفجر يا فؤادي ولاحتْ. . . . . . قسمات الضياء فاسمع وعاينْ
وتأمل رؤى تشف ودنيا. . . . . . تتجلى سرائر وعلاينْ
أشرقت فانمحى الظلام وزالت. . . . . . كسف من سحائب ودخائنْ
فالتمس من خزائن الله ما شئت. . . . . . نوالا فليس لله خازنْ
رب إني ظلمت نفسي فغفرانك. . . . . . ربي .. إني مقرّ وذاعنْ
رب إن الحياة زاغ بها السير. . . . . . وحادت فاشدد عراها وطامنْ
وأنر بالضياء والطهر مسراها. . . . . . وزحزح عن سيرها كل مائنْ
فلأنت العظيم حقاً وصدقاً. . . . . . عالم بالذي يكون .. وكائنْ
جل من سخر الرياح فسارت. . . . . . تتهادى رخيةً بالسفائنْ
وأفاض الحيا فأحيا مواتاً. . . . . . وأهال الربا فسالت معادنْ
كل ما في السماء والأرض مبسوط. . . . . . لمن يتقي ويخشى الملاعنْ
رب واجعل قلوبنا معزف الخير. . . . . . فلا نكتفي بعزف المآذنْ