يقول المولى عزّ وجلّ تعبيراً عن نطاق ضرورة المؤسسة الاجتماعية الضئيلة التي تسمّى بالأسرة: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ"، وقبل الخوض في الجديد عن ضرورة العائلة ودورها الرئيسي في تشييد المجتمعات وتكوينها، لا بدّ من تسليط الضوء على نحو مختصر على مفهوم العائلة على العموم.
مفهوم العائِلة:
مفهوم العائلة يدلّ مفهوم العائلة على أول وأصغر شركة وكيان اجتماعي عرفته البشرية في تاريخها، وهي عبارة عن خلية مترابطة متماسكة مكوّنة من عدد محدّد من الأشخاص يعودون في نسبهم وأصولهم إلى نفس الأسرة، وهم نتاج مشروع زاوج بين رجل وامرأة وفي ذلك الحين ينتج عن ذلك التزاوج أبناء يعملون على توسيع دائرة تلك العائلة، وفي ذلك الحين يقتصر على الرجل وزوجته، وتتباين أشكال العائلة حسب حجمها ما بين عائلة ضئيلة ومتوسطة وكبيرة، كما وتربط تلك العائلة رابطة ما يقارب شديدة الشدة في الحال الطبيعي ويعيش أفرادها في أكثرية الحالات تحت سقف واحدضرورة العائِلة:
ضرورة العائلة في المجتمع تعتبر العائلة نواة المجتمع الرئيسي، ويأتي ذلك المصطلح ويحدثّ ذكره بكثرة في الكثير من التعريفات التي يضعها ويصيغها العلماء والمختصين في ميدان معرفة النفس التربوي والاجتماعي، كونها تشكل اللبنة الرئيسية لبناء الأمم والشعوب وتعد خطوة أولى وأساسية لهذا، حيث أن المشروع الأسري الناجح يُعد باعتبار عمود فقري لبناء حياة سليمة على مختلَف الصعد والجوانب المجتمعية، وتكمن تلك الضرورة في:*هناك رابطة طرديّة بين فوز واستقرار المشروع الأسري والمجتمع، تتمثل في متى ما ازداد الثبات الأسري يزيد هذا من أمن المجتمع ويقلل مم المشكلات الناجمة عن التفكك الأسري والمتمتثلة في أن الأطفال الذين يعيشون في كنف عائلات يسودها القساوة والتوتر وعدم الثبات الأسري يميلون إلى القساوة الاجتماعي من منطلق أن القساوة يولد عنفاً، ممّا ينتج عن هذا جُملة من المشكلات الاجتماعية الخطيرة المتمثّلة في الاعتداء على الآخرين أو العدوانية، والإقبال على الممنوعات بما فيها المواد المخدرة وغيرها.
*إن تكوين الأسر الحديثة الناجحة من شأنه أن يُنتج ويزيد من عدد الأشخاص الصالحين القادرين على الانتاج والمساهمة في التحويل للأفضل في المجتمع، حيث ينعكس هذا إيجاباً على نموه وتطوره وتحقيق تنميته الدائمة، كما أن العائلة التي تعيل أبناءها على نحو سليم وتقدم لهم مختلَف مستحقاتهم في الحياة الكريمة ومستلزماتها، والحق في التعليم والترفيه واللعب وغيرها ينتج عنها أبناءاً لا يتكبدون من قلة التواجد والحرمان الذي يؤدّي إلى ظواهر خطيرة كعمالة الأطفال والتشرد والتسرب من المدارس وايضا السرقات والجرائم في المستقبل.